فصل: تفسير الآية رقم (108):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أنوار التنزيل وأسرار التأويل المشهور بـ «تفسير البيضاوي»



.تفسير الآية رقم (90):

{قَالُوا أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90)}
{قَالُواْ أَءنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ} استفهام تقرير ولذلك حقق بأن ودخول اللام عليه. وقرأ ابن كثير على الإِيجاب. قيل عرفوه بروائه وشمائله حين كلمهم به، وقيل تبسم فعرفوه بثناياه. وقيل رفع التاج عن رأسه فرأوا علامة بقرنه تشبه الشامة البيضاء وكانت لسارة ويعقوب مثلها. {قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وهذا أَخِى} من أبي وأمي ذكره تعريفاً لنفسه به، وتفخيماً لشأنه وإدخالاً له في قوله: {قَدْ مَنَّ الله عَلَيْنَا} أي بالسلامة والكرامة. {إِنَّهُ مَن يَتَّقِ} أي يتق الله. {وَيِصْبِرْ} على البليات أو على الطاعات وعن المعاصي. {فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المحسنين} وضع المحسنين موضع الضمير للتنبيه على أن المحسن من جمع بين التقوى والصبر.

.تفسير الآية رقم (91):

{قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91)}
{قَالُواْ تالله لَقَدْ آثَرَكَ الله عَلَيْنَا} اختارك علينا بحسن الصورة وكمال السيرة. {وَإِن كُنَّا لخاطئين} والحال أن شأننا إنا كنا مذنبين بما فعلنا معك.

.تفسير الآية رقم (92):

{قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)}
{قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ} لا تأنيب عليكم تفعيل من الثرب وهو الشحم الذي يغشى الكرش للإِزالة كالتجليد، فاستعير للتقريع الذي يمزق العرض ويذهب ماء الوجه. {اليوم} متعلق بال {تَثْرَيبَ} أو بالمقدر للجار الواقع خبراً لل {لاَ تثريبَ} والمعنى لا أثربكم اليوم الذي هو مظنته فما ظنكم بسائر الأيام أو بقوله: {يَغْفِرَ الله لَكُمْ} لأنه صفح عن جريمتهم حينئذ واعترفوا بها. {وَهُوَ أَرْحَمُ الراحمين} فإنه يغفر الصغائر والكبائر ويتفضل على التائب، ومن كرم يوسف عليه الصلاة والسلام أنهم لما عرفوه أرسلوا إليه وقالوا: إنك تدعونا بالبكرة والعشي إلى الطعام ونحن نستحي منك لما فرط منا فيك، فقال إن أهل مصر كانوا ينظرون إلي بالعين الأولى ويقولون: سبحان من بلغ عبداً بيع بعشرين درهماً ما بلغ، ولقد شرفت بكم وعظمت في عيونهم حيث علموا أنكم اخوتي وأني من حفدة إبراهيم عليه الصلاة والسلام.

.تفسير الآية رقم (93):

{اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ (93)}
{اذهبوا بِقَمِيصِى هذا} القميص الذي كان عليه. وقيل القميص المتوارث الذي كان في التعويذ. {فَأَلْقُوهُ على وَجْهِ أَبِى يَأْتِ بَصِيرًا} أي يرجع بصيراً أي ذا بصر. {وَائْتُوني} أنتم وأبي. {بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} بنسائكم وذراريكم ومواليكم.

.تفسير الآية رقم (94):

{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (94)}
{وَلَمَّا فَصَلَتِ العير} من مصر وخرجت من عمرانها. {قَالَ أَبُوهُمْ} لمن حضره. {إِنّى لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} أوجده الله ريح ما عبق بقميصه من ريحه حين أقبل به إليه يهوذا من ثمانين فرسخاً. {لَوْلاَ أَن تُفَنّدُونِ} تنسبوني إلى الفند وهو نقصان عقل يحدث من هرم، ولذلك لا يقال عجوز مفندة لأن نقصان عقلها ذاتي. وجواب {لَوْلاَ} محذوف تقديره لصدقتموني أو لقلت إنه قريب.

.تفسير الآيات (95- 96):

{قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ (95) فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (96)}
{قَالُواْ} أي الحاضرون. {تالله إِنَّكَ لَفِى ضلالك القديم} لفي ذهابك عن الصواب قدماً بالإِفراط في محبة يوسف وإكثار ذكره والتوقع للقائه.
{فَلَمَّا أَن جَاء البشير} يهوذا. روي: أنه قال كما أحزنته بحمل قميصه الملطخ بالدم إليه فأفرحه بحمل هذا إليه. {أَلْقَاهُ على وَجْهِهِ} طرح البشير القميص على وجه يعقوب عليه السلام أو يعقوب نفسه. {فارتد بَصِيرًا} عاد بصيراً لما انتعش فيه من القوة. {قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ إِنّى أَعْلَمُ مِنَ الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ} من حياة يوسف عليه الصلاة والسلام، وإنزال الفرح. وقيل إني أعلم كلام مبتدأ والمقول: {تَيْأَسُوا مِّنْ رَّوْحِ اللهِ}، أو {إِنّى لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ}.

.تفسير الآية رقم (97):

{قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97)}
{قَالُواْ ياأَبَانَا استغفر لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خاطئين} ومن حق المعترف بذنبه أن يصفح عنه ويسأله المفغرة.

.تفسير الآيات (98- 99):

{قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (98) فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ (99)}
{قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبّى إِنَّهُ هُوَ الغفور الرحيم} اخره إلى السحر أو إلى صلاة الليل أو إلى ليلة الجمعة تحرياً لوقت الإِجابة، أو إلى أن يستحل لهم من يوسف أو يعلم أنه عفا عنهم فإن عفو المظلوم شرط المغفرة. ويؤيده ما روي أنه استقبل القبلة قائما إن الله قد أجاب دعوتك في ولدك وعقد مواثيقهم بعدك على النبوة وهو إن صح فدليل على نبوتهم وأن ما صدر عنهم كان قبل استنبائهم {فَلَمَّا دَخَلُواْ على يُوسُفَ} روي أنه وجه إليه رواحل وأموالاً ليتجهز إليه بمن معه، واستقبله يوسف والملك بأهل مصر وكان أولاده الذين دخلوا معه مصر اثنين وسبعين رجلاً وامرأة، وكانوا حين خرجوا مع موسى عليه الصلاة والسلام ستمائة ألف وخمسمائة وبضعة وسبعين رجلاً سوى الذرية والهرمى. {ءَاوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ} ضم إليه أباه وخالته واعتنقهما نزلها منزلة الأم تنزيل العم منزلة الأب في قوله تعالى: {وإله آبَائِكَ إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} أو لأن يعقوب عليه الصلاة والسلام تزوجها بعد أمه والرابة تدعى أماً {وَقَالَ ادخلوا مِصْرَ إِن شَاء الله ءامِنِينَ} من القحط وأصناف المكاره، والمشيئة متعلقة بالدخول المكيف بالأمن والدخول الأول كان في موضع خارج البلد حين استقبلهم.

.تفسير الآية رقم (100):

{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100)}
{وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العرش وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدَا} تحية وتكرمة له فإن السجود كان عندهم يجري مجراها. وقيل معناه خروا لأجله سجداً لله شكراً. وقيل الضمير لله تعالى والواو لأبويه وإخوته والرفع مؤخر عن الخرور وإن قدم لفظاً للاهتمام بتعظيمه لهما. {وَقَالَ يأَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ} التي رأيتها أيام الصبا. {قَدْ جَعَلَهَا رَبّى حَقّا} صدقاً. {وَقَدْ أَحْسَنَ بَى إِذَا أَخْرَجَنِى مِنَ السجن} ولم يذكر الجب لئلا يكون تثريباً عليهم. {وَجَاء بِكُمْ مّنَ البدو} من البادية لأنهم كانوا أصحاب المواشي وأهل البدو. {مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشيطان بَيْنِى وَبَيْنَ إِخْوَتِى} أفسد بيننا وحرش، من نزغ الرائض الدابة إذا نخسها وحملها على الجري. {إِنَّ رَبّى لَطِيفٌ لّمَا يَشَاء} لطيف التدبير له إذ ما من صعب إلا وتنفذ فيه مشيئته ويتسهل دونها. {إِنَّهُ هُوَ العليم} بوجود المصالح والتدابير. {الحكيم} الذي يفعل كل شيء في وقته وعلى وجه يقتضي الحكمة. روي: أن يوسف طاف بأبيه عليهما الصلاة والسلام في خزائنه فلما أدخله خزانة القراطيس قال: يا بني ما أعقك عندك هذه القراطيس وما كتبت إلي على ثمان مراحل قال: أمرني جبريل عليه السلام قال: أو ما تسأله قال: أنت أبسط مني إليه فاسأله فقال جبريل: الله أمرني بذلك. لقولك: {وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذئب} قال فهلا خفتني.

.تفسير الآية رقم (101):

{رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)}
{رَبّ قَدْ اتَيْتَنِى مِنَ الملك} بعض الملك وهو ملك مصر. {وَعَلَّمْتَنِى مِن تَأْوِيلِ الأحاديث} الكتب أو الرؤيا، ومن أيضاً للتبعيض لأنه لم يؤت كل التأويل. {فَاطِرَ السموات والأرض} مبدعهما وانتصابه على أنه صفة المنادى أو منادى برأسه. {أَنتَ وَلِىِّ} ناصري ومتولي أمري. {فِى الدنيا والاخرة} أو الذي يتولاني بالنعمة فيهما. {تَوَفَّنِى مُسْلِمًا} اقبضني. {وَأَلْحِقْنِى بالصالحين} من آبائي أو بعامة الصالحين في الرتبة والكرامة. روي أن يعقوب عليه الصلاة والسلام أقام معه أربعاً وعشرين سنة ثم توفي وأوصى أن يدفن بالشام إلى جنب أبيه، فذهب به ودفنه ثمة ثم عاد وعاش بعده ثلاثاً وعشرين سنة، ثم تاقت نفسه إلى الملك المخلد فتمنى الموت فتوفاه الله طيباً طاهراً، فتخاصم أهل مصر في مدفنه حتى هموا بالقتال، فرأوا أن يجعلوه في صندوق من مرمر ويدفنوه في النيل بحيث يمر عليه الماء، ثم يصل إلى مصر ليكونوا شرعاً فيه، ثم نقله موسى عليه الصلاة والسلام إلى مدفن آبائه وكان عمره مائة وعشرين سنة، وقد ولد له من راعيل افراثيم وميشا وهو جد يوشع بن نون، ورحمة امرأة أيوب عليه الصلاة والسلام.

.تفسير الآية رقم (102):

{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)}
{ذلك} إشارة إلى ما ذكر من نبأ يوسف عليه الصلاة والسلام، والخطاب فيه للرسول صلى الله عليه وسلم وهو مبتدأ. {مِنْ أَنبَاء الغيب نُوحِيهِ إِلَيْكَ} خبران له. {وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} كالدليل عليهما والمعنى: أن هذا النبأ غيب لم تعرفه إلا بالوحي لأنك لم تحضر إخوة يوسف حين عزموا على ما هموا به من أن يجعلوه في غيابة الجب، وهم يمكرون به وبأبيه ليرسله معهم، ومن المعلوم الذي لا يخفى على مكذبيك أنك ما لقيت أحداً سمع ذلك فتعلمته منه، وإنما حذف هذا الشق استغناء بذكره في غير هذه القصة كقوله: {مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هذا}

.تفسير الآية رقم (103):

{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)}
{وَمَا أَكْثَرُ الناس وَلَوْ حَرَصْتَ} على إيمانهم وبالغت في إظهار الآيات عليهم. {بِمُؤْمِنِينَ} لعنادهم وتصميمهم على الكفر.

.تفسير الآية رقم (104):

{وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104)}
{وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ} على الإنباء أو القرآن. {مِنْ أَجْرٍ} من جعل كما يفعله حملة الأخبار. {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ} عظة من الله تعالى. {للعالمين} عامة.

.تفسير الآية رقم (105):

{وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)}
{وَكَأَيّن مِن ءايَةٍ} وكم من آية. والمعنى وكأي عدد شئت من الدلائل الدالة على وجود الصانع وحكمته وكمال قدرته وتوحيده. {فِي السموات والأرض يَمُرُّونَ عَلَيْهَا} على الآيات ويشاهدونها. {وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها. وقرئ: {والأرض} بالرفع على أنه مبتدأ خبره {يَمُرُّونَ}، فيكون لها الضمير في {عَلَيْهَا} وبالنصب على ويطؤون الأرض. وقرئ: {والأرض يمشون عليها} أي يترددون فيها فيرون آثار الأمم الهالكة.

.تفسير الآية رقم (106):

{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)}
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بالله} في إقرارهم بوجوده وخالقيته. {إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ} بعبادة غيره أو باتخاذ الأحبار أرباباً. ونسبة التبني إليه تعالى، أو القول بالنور والظلمة أو النظر إلى الأسباب ونحو ذلك. وقيل الآية في مشركي مكة. وقيل في المنافقين. وقيل في أهل الكتاب.

.تفسير الآية رقم (107):

{أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107)}
{أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مّنْ عَذَابِ الله} عقوبة تغشاهم وتشملهم. {أَوْ تَأْتِيَهُمُ الساعة بَغْتَةً} فجأة من غير سابقة علامة. {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} بإتيانها غير مستعدين لها.

.تفسير الآية رقم (108):

{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)}
{قُلْ هذه سَبِيلِى} يعني الدعوة إلى التوحيد والإِعداد للمعاد ولذلك فسر السبيل بقوله: {ادعوا إِلَى الله} وقيل هو حال من الياء. {على بَصِيرَةٍ} بيان وحجة واضحة غير عمياء. {أَنَاْ} تأكيد للمستتر في {أَدْعُو} أو {على بَصِيرَةٍ} لأنه حال منه أو مبتدأ خبره {على بَصِيرَةٍ}. {وَمَنِ اتبعنى} عطف عليه. {وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَاْ مِنَ المشركين} وأنزهه تنزيهاً من الشركاء.